8 مارس 2011

رشفة من ضوء الظلام تقيَّئيها

رشفة من ضوء الظلام تقيَّئيها

ان صراعنا الداخلي بذاتنا العجيبة ...كالرحى تدور على نفسها بنفسها...كاليل يسابق النهار ...كالحب بنيةالانتقام.... تناقضاتنا العجيبة تحكمنا ....تحكم تصرفاتنا ...تعجننا بخليط من الين واليانج....لكن متداخلان بلون رمادي واحد.....

اننا نعيش حفلة تنكرية...نرتدي بها زي الرب على جسد الشيطان...دون ان ننظر الى المرآة ....ليس من الخارج بل الى الداخل...ان نُفَكِّكَ هذه الكرة الصوفية المتشابكة....ونَلُفَها من جديد ....يحناج الى عملية انتقلاب داخلي على نظامنا الايديولوجي والبيئي والثقافي....انقلاب لا يحتاج الى سلاح...لا ابيض ولا اسود ولا حتى نووي... يحتاج شجاعة ان نقف امام انفسنا ...لنحاكم نرجسيتها ....لنحاكم جشعتها...لنحاكم دنائتها...


عدونا...هو الذي أمامنا على الجبهة المقابلة....هكذا وشمونا....فأصبحنا ساذجين...نتصور المؤمرات تكيد بنا من كل جانب...ومن كل الأجانب...نخلق شمَّاعةَ لتخلفنا من خيال واقعنا....ولم نحاول مرة ان نَتَعَرَّى...ان نسير عاريين كأطفال يلعبون على الشاطئ ...ينظرون الى الرمال فيتصورنها قلعة جميلة ...ويشرعون بالبناء...يرون المد والجزر...لعبة ...يقتربون ويهربون...ويجمعو الصدف ويصنعوا عقود اللؤلؤ...هذا منطق الاطفال البسيط..لكل أطفال العالم ...الأبيض والاسود والاصفر والقمحي...

بشير جمال الراعي


سيدتي اتركِ المساء وحيداً وابتعدي..

سيدتي اتركِ المساء وحيداً وابتعدي..

ما يهمك كيف اراكِ أو افكرُ فيك...ما يهمني فيكِ هو ليس ما اركِ به بل ما ستصبحي عليه بعد الان....فأنا لست انا وانت لست انت ... نحن لا نعرف من أو ما نحن...نحن مجرد تراكم ثقافي وايديولوجي وبيئي.....يخيط اجزاء شخصيتنا دون احيانا ان نتدخل بتفاصيل هذه القماشة على غرابة تكوينها المادي والمعنوي ...


قد تعتبري اني اقوم بالتهرب...او التغطية أوالتضليل...لا يا سيدتي ...اني اقطف كلماتي كلمةً كلمة وانتقي اجودها....اضربها بخلاطٍ ادبي واصبُها بكأسِ الاحاسيسِ والرهفة...لترتشفي من شهدها حتى الثَمالة...كلماتي ليست احجية ولا متاهة .... انها بلاغة معتَّقة ...تُسكِر ُالاوراقَ التي تحويها...فاذا ما شَعرتِ بدوارٍ بين السطور...فتابعي القراءة حتى تَفقدي الوعي...


تَبَدَلي وكوني انتِ...حتى ارى فيكِ الآلهة الأنثى...لا تبَقى تائهةً بين سُطورِ الخيال...وتُصدَمي بواقعٍ انتِ فيهِ لستِ انتِ...كوَُني شَخصيتًكِ بعيداً عن الجينات الوراثية...بعيدا عن غبار الجاهلية بعيدا عن تحجر الفكر...عندها فقط تفخرين كأنثى ...فالأنثى الحرة التي لها كيانها ووجودها وجوهرها هي التي تستقر في قاع المحيط....وتغطي جسدها الؤلؤيَّ بصَدَفةٍ ليست فقط لحمايتها بل لتميزها ايضاَ...فهل تستطيعي ان تتغلبي على مد البحر وجزره...وعلى ارتفاع الامواج وانخفاضها..


هل تدرين انت... من انت؟؟؟...نحن اجهل الناس بمكنوناتنا المادية والحسية...وهل تحبي القمر؟؟...هل لانه قمر ام لاننا بشر؟؟!!
وهل تحبي كونك انثى؟؟..هل لأنني رجل أم لأنني لست أنثى؟؟؟...وهل تكرهين ان أكون امامك؟؟؟...هل لأنني انا..أم لانني أمامك؟؟...


تصعب الأجابة عن هذه الأسئلة...هل تدرين لماذا ؟؟؟...لأننا بكل بساطة لم نكن نحن انما كنا ناتج ثقافتنا ومجتمعنا وايديولجيتنا..
لذلك لا تطلبي رأيي فيك...حتى تكوني انت ... حتى تصيري انت ... حتى تصبحي انت ....

1/11/2009
بشير جمال الراعي